السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا متزوجه من 4 سنوات وعندي بنت وحده عمرها سنتين القصه بدأت معي من اول حملي كنت حامل ب شهرين.
واكتشفت انه يغازل بنات وعنده جوال ثاني وشريحتين مااعرفها.. وزعلت واخذت موقف. .
وطلب مني السماح وعدم العوده لهذي الامور. . وافقت لأجل حملي ورجعت لبيتي.. . وانا بشهري التاسع لاحظت تغيييييير علي بدرجة انه مو خايف علي ولا على الي ببطني وكان عادي عنده امرض ولا اتعب وبس يتخاصم معاي لاتفه سبب..
شكيت بأمره رحت لسيارته لقيت جوال وارقام بنات ومقاطع. . . انصدمت مره ثانيه وتأثرت.. .
انا ع وشك ولاده وهو يسوي كذا ولا حاس فيني! ! بصراحه بعدها كرهته. . . حسيته مايحبني ومتزوجني بس اسكات للناس انه متزوج ولديه اسره وهو في الحقيقه لا
لما شفت الجوال للمره الثانيه زعلت منه ورجع وتاسف وحلف انه مايرجع للامور هذي.. انا سكت وصبرت لأجل ولادتي كنت تعبانه انتظر ولادتي..
عديتها له كل مره اكتشف شي جديد ولا كأني زوجته. . اخذ ورثه من اهله ولا علمني بالسالفه مادريت غير ااخر شي أشترى سيارته وانا ماعرفت عنه شي. . كتووووم مايخبرني بشي لو كان تافه. . مايسولف معاي
وفي مره ثالثه قريب تغيير علي مرره صار مايصرف علي ولا على بنته ويحاسبني ع الكبيره والصغيره. . وفلوسه ماادري وين تروح. . شكييت ورحت لسيارته اتاكد لقيت جوال مخبيه بسيارته وربي بعدها كرهته كرهته حتى في (الجماع) ماابيه ولا ابيه يقرب مني مصبره نفسي معاه
خلاص انمسح من قلبي معد ترجع الثقه مادري تعبت منه مو حاسه نفسي متزوجه زي الناس مو مرتاحه معاه صبرت ع كل شي الا الخيانه مااقدر
ماادري شسوي ودي اتطلق منه لاني معد ابيه اكرهه. بس بنتي بنتي الي انا صابره عليهاافيدوني شسوي نفسيتي حيل تعبانه. . . .
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلم تسليماً كثيرا.
ابنتي العزيزة.. ذكرتِ أنكِ متزوجة منذ أربع سنوات، وعندكِ طفلة عمرها عامان، وأنكِ منذ أن كنتِ حاملا في طفلتكِ وقد اكتشفتِ أن زوجكِ (يغازل بنات وعنده جوال ثاني) أي أن زوجكِ منذ بداية زواجكِ وهو منحرف سلوكيا.
فهل كان اختياركِ له مبني علي حسن اختيار الزوج الذي يتمتع بالالتزام الديني والأخلاق الطيبة؟ وهل يؤدي الصلوات المكتوبة؟ وهل تم السؤال عليه من قِبل أهلكِ؟ وهل يشهد له المقربون منه بحسن السير والسلوك؟
هل تحريتم عن أصدقاءه ومعارفه هل هم من الأخيار أم هم رفقة سوء؟ كل هذه الأسئلة لم أعثر علي إجابات عليها من خلال رسالتكِ. فاختيار شريك العمر وتحري الدقة في معرفة دينه وسلوكياته وأخلاقه قبل الارتباط مهم جدا، لأن الزواج رحلة العمر، وإذا صلحت البدايات أشرقت النهايات.
ابنتي الحبيبة.. من الواضح أن زوجكِ كان قد اعتاد علي تلك السلوكيات قبل الزواج، لأن اكتشافكِ لها كان مبكرا، ورغم ذلك أجد أنه لديه ضمير حي يؤنبه ويجعله يأسف ويعتذر عندما اكتشفتِ ممارساته تلك (طلب مني السماح وعدم العودة لهذه الأمور).
أي أنه لم يهاجمكِ ولم يتطاول عليكِ بحجة أنه ليس من حقكِ البحث في حاجياته والتفتيش داخل سيارته وجواله، ولم يعاند ويكابر، ولكنه اعتذر وطلب منكِ مسامحته، ثم وعدكِ بعدم العودة لهذه الأمور، وهذا مؤشر جيد علي أنه يشعر بخطئه وأنه صاحب نفس رجاعة، كما أنه مؤشر جيد علي أنه يحبكِ ومتمسك بكِ.
ابنتي المؤمنة.. معالجة سلوك زوجكِ يحتاج منكِ إلي صبر وعدم انفعال، وتأكدي أن علاج زوجك ميسور، فاستعيني بالله تعالى واتبعي هذه الخطوات:
1 - لاشك أن تقوية الجانب الإيماني لزوجكِ عامل مهم، شجعيه علي المحافظة علي الصلاة إن كان مقصرا، وحاولي أن تشاركيه الأوراد والاستغفار وتلاوة القرآن، استيقظي، وحثي زوجكِ على الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل، وافزعي إلى الله تعالى بالدعاء، فقد وعد الله من دعاه مضطراً منيباً حال الشدة والكربة أن يستجيب له، قال تعالى "أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأرْضِ أَءلَـ ٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" وأخلصي الدعاء له سبحانه.
وليكن من دعائك: "اللهم قر عيني بهداية زوجي وصلاحه وتقواه"، "اللهم اشفِ زوجي، وعافه من هذا البلاء، اللهم اشرح صدره للإيمان، اللهم ارزقه الهداية، اللهم أره الحق حقا وارزقه اتباعه، وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه"، " اللهم أبعد عنه رفقاء السوء، اللهم جنبه الفواحش والمعاصي، اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ". وإذا أتاحت لك الفرصة أن تسافري معه لأداء مناسك الحج أو العمرة فسيكون لهذا الأثر الكبير في تقوية إيمانه وتوبته.
2 - اعلمي أن زوجكِ بهذه الممارسات يبحث عن متعة ما يفتقدها في حياته، أو نوع من التغيير.. . فاعملي على إشباع الحاجات العاطفية، وإعادة الحرارة للعلاقة الزوجية بينكما، وذلك بإعادة خطوط الاتصال القلبية والوجدانية، فابدئي التجديد والتغيير في حياتكما. تفهمي أن للرجل ضعفاً غريزياً أمام المغريات..
فحاولي أن تبدي أمامه كالعروس في رومانسيتها و إثارتها، تزيني له، وتطيبي له، وتفنني في إدخال السرور عليه، هذا هو الإسلام " أن تسره إذا نظر إليها ". ليس فقط في عنايتكِ بمظهركِ وزينتكِ ولمسات الجمال في منزلكِ، بل عبري عن مشاعركِ له، وأعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره هو أيضا.
كوني له الحبيبة والصديقة التي تشاركه أحلامه، وتتفهم مشاعره، واظهري إعجابكِ به وبجاذبيته. اعلمي أن زوجك يحتاج أيضا إلى أن تلفتي انتباهه لجوانب أخرى من السعادة المباحة والمشروعة تشتركان فيها معاً: كأن تدفعينه، بين الحين والآخر للقيام برحلات ونزهات مشتركة تكتشفان فيها معالم البلاد..
وماذا عن الرحلات العبادية ومتعها الروحية.. ماذا عن البحث عن نشاط خيري تشتركان فيه معاً من خلال إحدى الجمعيات أو الأندية الاجتماعية.. كل ذلك سيعيد المشاعر الرقيقة الصافية لحياتكما.
3- حاولي شغل وقت فراغ زوجك وطاقاته في تحقيق مكاسب دعوية واجتماعية مهمة. حدثيه عن أهمية الوقت، وأنكما محاسبان عنه يوم القيامة، شجعيه ليشارك بإيجابية في مجالات الخير والبر، استغلي وقتكما في غايات أرفع، فمثلا ابحثي في الفضائيات عن برامج هادفة واشتركا سويا في متابعتها، بل ومناقشة أفكارها.
4 – شاركي زوجكِ هواياته واهتماماته حتى لو كانت لا توافق اهتماماتكِ، تحدثي معه عن قضايا المسلمين ومعاناتهم، تحاوري معه في بعض القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية، بحيث يكون بينكِ وبينه حديث دائم كله ود وحوار مبني على الاحترام.
5 – أنصحكِ بألا تفشي هذا السر لأي أحد، لأن إفشاءه سيكون من باب التشهير به، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.
ابنتي الحبيبة.. أعلم أن الأمر ليس سهلا، ولكنها قضيتكِ التي يجب أن تجاهدي لتربحيها، فبهداية زوجكِ بإذن الله ستستقر أسرتكِ، وتسعد طفلتكِ.
وتشعرين معه بالسكن والمودة والرحمة.. واعلمي أن مع الصبر الفرج، وأن العلاج يستلزم وقتاً، فلا تيأسي، وحاولي التعايش مع الواقع حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا..
وفي الختام.. . أدعو الله سبحانه وتعالى أن يهدي لكِ زوجكِ، ويرده إلى حظيرة الإيمان، ويحفظكما من كل سوء، وفي انتظار أخباركِ، فوافينا بها.
الكاتب: أ. د. سميحة محمود غريب
المصدر: موقع المستشار